لآ تَعذِليهِ .! لآ تَعذِليهِ .! لآ تَعذِليهِ .! لآ تَعذِليهِ .! لآ تَعذِليهِ .! لآ تَعذِليهِ .! لآ تَعذِليهِ .! لآ تَعذِليهِ .! لآ تَعذِليهِ .! لآ تَعذِليهِ .! لآ تَعذِليهِ .! لآ تَعذِليهِ .! لآ تَعذِليهِ .!
لا تــعــذليـــه فـــإن العـــذل يولــعــه
قـد قلت حقـاً ، ولكـن ليس يسمعه
جــاوزت فــي لومـــه حــداً أضـر بـه
مـــن حيــث قــدرتِ أن اللـوم ينفعــه
فاستعملي الرفق في تأنيـبه بــدلاً
مــن عذله، فهو مضنى القلب موجعه
قـــد كان مضطلعاً بالخطـب يحملــه
فــضيِّقــت بخطــــوب الدهـــر أضلعــه
يكفيه من لوعة التـشـتـيت أن لـــه
مـــن النـــوى كـــلَّ يــوم مــا يـروّعــه
مــا آب مـــن سفــر ٍ إلا وأزعــجــه
رأي إلـــى سفــر ٍ بالعـــزم يــزمـــعـه
كــــأنمـــا هـو في حل ٍ ومـرتحــل
مـــوكّـــل بــــفــضـــاء الله يــــذرعـــه
والدهر يعطي الفتى من حيث يمنعه
إرثـــاً ، ويـمنـعـــه من حيـث يطمعه
استـــودع الله فـــي بغــداد لي قمراً
بالـكــرخ مــن فلك الأزرار مطلـعـه
ودعــتــه وبــودّي لـــو يـــودعــنـي
صــفـــو الحــيـــاة وأنـــي لا أودعــه
وكم تشبث بي يوم الرحيل ضحىً
وأدمــعــي مــسـتـهـلات وأدمــعــه
كم قائلٍ لي ذقت البين ، قلت له:
الــذنــبُ ذنــبـــي لــسـت أدفــعــه
لا يطمئن لجنبي مضجعٌ ، وكـــذا
لا يطمئـن لـــه مــذ بِـنـتُ مضـجعـه
ما كنت أحسب أن الدهر يفجعني
بـــه ، ولا أن بــي الأيــام تفجـعــه
حتى جرى البين فـيـما بـيننا بيــدٍ
عـــســراء ، تمنعني حظي وتمنعه
بالله يا منزل العيش الذي درست
آثــاره ، وعفـــت مــذ بـنـتُ أربـعـــه
ومــن يـصـدّع قــلبــي ذكــره ، وإذا
جــرى علــى قلـبـه ذكري يصدّعه
لأصـبـرن لـــدهـــر ٍ لا يـمتـعـــنـــي
بــه ، ولا بـــي فـــي حــال ٍ يمتعه
عسى الليالي التي أضنت بفرقـتـنا
جسمي ، ستجمعني يوما وتجمعه
وإن تـــغـــل أحـــداً مـــنـــا منـيـتــه
فـــمــا الـــذي بـقضــاء الله يصنعـــه
ابن زُرَيق البغدادي